الأربعاء، 19 يناير 2011

جامعيات: «منشور الحجاب» تدخل في الحرية الشخصية المكفولة دستوريا



عبّرن لـ«الطليعة» عن رفضهن أسلوبه في تكفير غير المحجبات
جامعيات: «منشور الحجاب» تدخل في الحرية الشخصية المكفولة دستوريا




لا تزال أصداء المنشور، الذي وزعه الاتحاد الوطني لطلبة الكويت ممثلا بلجنة التوعية الاجتماعية بالتعاون مع بيت الزكاة في الشامية والشويخ، تحت عنوان «عائد بقلبي ـ حياء من ربي ـ هكذا أكون أسعد امراة « في الكليات المختلفة، تسمع في أروقة وردهات الحرم الجامعي، وانعكس ما جاء فيه على الطالبات والطلاب، مثيرا حالة من الارتباك بسبب الأسلوب والمحتوى الذي تضمنه، حيث ورد فيه أن النساء اللواتي لم يتحجبن سوف يكون مصيرهن دخول نار جهنم وبئس المصير، كما ان المرأة غير المتحجبة ستكسب سيئات وتعد من المتبرجات، وبأنها ستنال لعنة رب العالمين، وستحرم بسبب ذلك من دخول الجنة، وبأنها مهما فعلت من خير فلن تنال مغفرة الله سبحانه وتعالى.
فقد رفض عدد من الطالبات الأسلوب الذي طرح فيه المنشور، وأبدين لـ «الطليعة» استغرابهن من توزيع مثل هذه المنشورات داخل الحرم الجامعي، واعتبرنه تدخلا سافرا في حياتهن الشخصية، مؤكدات «أننا في دولة ديمقراطية يمارس فيها المواطن حياته بحرية، وأن الحديث عن دخول الجنة والنار لا ينبغي للآخرين البت فيه والحكم على الناس وتكفيرهم»، وفي ما يلي التفاصيل:


فراغ فكري
تقول الطالبة طيبة اللوغاني: أنا غير محجبة، لكنني لا أرتدي أبدا الملابس الضيقة، وأؤدي فرائض العبادة في أوقاتها، وقد حدث لي موقف في حياتي لن أنساه أبدا، فقد رأيت رجلا ذا لحية طويلة، وشكله يوحي أنه يخاف ربه (عائد بقلبه حياء من ربه)، لكنه عندما رأى فتاة (كانت محجبة) لم يغض بصره، وفصل جسمها بنظراته تفصيلاً جعلها تخجل من نفسها على الرغم من لباسها المحتشم، وأنا، حقيقة، أزعجني جداً هذا المشهد، الذي يدل على أن مجتمعنا، بسبب ما يعانيه من فراغ ثقافي وفكري، يهتم بالمظاهر، وهؤلاء ليس لديهم شيء آخر سوى هذه الأمور التافهة، التي يمكن الرد عليها بسهولة، ووضع حدود لها، وهي تعد على الحريات الشخصية، وهم ليس لديهم الحق في أن يفرضوا علي أن أتحجب أو لا أتحجب، وأنصحهم أن يلتفتوا إلى ما هو أهم من ذلك، أفضل من ضياع وقتهم في مثل هذه التفاهات.


إساءة

من جانبها، أعربت الطالبة روان كرم عن أسفها مما آلت إليه الحال في زمننا هذا في الكويت، وقالت: «نحن فتيات الكويت أمهات المستقبل، والمنشور الذي وزعه الاتحاد فيه إساءة لأخواتنا غير المتحجبات، لأنني أرى أن هذه المسأله شخصية وتخص صاحبة الأمر فقط، والحجاب يجب أن يكون عن قناعة، في حين أن الدستور كفل الحقوق للمواطنين والحرية الشخصية لكل منا، ولا ننسى أن لدينا أهلا مسؤولين عنا، لذا لا داعي للتدخل في خصوصية الطالبات، وتشويه سمعة غير المحجبات، فنحن نعيش في مجتمع ديمقراطي يكفل حرياتنا وآراءنا، وهنالك قضايا أهم يجب الاهتمام بها».


حرية شخصية

ورأت الطالبة شيماء أشكناني أن الوضع الحالي مؤسف، ونحن دولة ديمقراطية، ومثل هذه المنشورات تنافي الديمقراطية وتتعارض مع ما جاء في الدستور بالمادة 30، فأنا فتاة غير محجبة، وهذه حرية شخصية كفلها دستور الكويت لجميع المواطنين، وفتياتنا الكويتيات يتحدرن من أسر وعوائل أحسنت تربيتهن، ولا دخل للغطاء أو العباءة بما في داخل النفس، فكل شخص مسؤول عن نفسه، ولا يمكن لفرد أو مجموعة من أفراد الحكم على الفتاة من لباسها، أو إهانتها بأي كلمة كانت بسبب شكلها أو مظهرها، فالأخلاق هي الأساس.


عبارات جارحة

ورفضت الطالبة جمايل العنزي النصيحة التي جاءت في المنشور، باعتبارها مليئة بعبارات جارحة ضد الأخوات غير المحجبات، وحتى المحجبات أيضا، ووصفهن بأنهن وسيلة لإغراء الرجال عن طريق اللباس أو الشعر، متسائلة: هل هذا أسلوب نصيحة؟! وكيف يوصفن بالكاسيات العاريات؟ أهذه نصيحة يا اتحادنا؟، مشيرة إلى أن لباسهن وتبرجهن حرية شخصية خاصة بهن وحدهن، وأن مسألة الجنة والنار بيد الله تعالى وحده، فإذا كن هن سافرات فعليهم غض البصر بدلاً من النظر إليهن وإلى ما يلبسن ويضعن على رؤوسهن.
ونصحت العنزي الاتحاد الوطني نصيحة أخوية بأن يهتم بالمشاكل الأساسية وعدم تضييع الوقت في تفاهات لا فائدة منها إلإ التجريح.


عنوان الحملة

ولفتت الطالبة سارة علي إلى أن ما شدها، كفتاة، هو عنوان الحملة في البداية، فمن منا لا تبحث عن سر السعادة، موضحة أنها تتفق مع الحملة من حيث سر السعادة والراحة النفسية، وتقرب العبد إلى ربه سواء كان ذكرا أم أنثى، وأن الحياء والاحتشام زينة للمرأة، لكن ما لا تتفق معه هو ما ورد في المنشور بما يتعلق بدخول المرأة غير المحجبة النار.
وأضافت: ليس الإنسان من يحدد من سيدخل الجنة ومن سيذهب إلى النار، وهذا أمر مرتبط برب العالمين وحده، هو سبحانه من يحاسبنا على أعمالنا، مشيرة إلى أن التبرج في هذه الأيام ليس وقفا على غير المحجبة فقط، بل أصبح يشمل المحجبة وغير المحجبة على حد سواء، كما أن أعمال الإنسان كفيلة بتحديد ذلك، فلا يحق لأي كان أن يصدر الأحكام ويكفر غيره من المسلمين.
وأوضحت علي أنه «لا ضير من وجود منشورات تحث على التوعية بمختلف أنواعها في الحرم الجامعي، لكنني مع الحرص على انتقاء الطرق والأساليب المناسبة لنشر التوعية في الحرم الجامعي من دون المساس بشخصيات الطلبة والطالبات أو التجريح بهم».




التيار الديني وخططه الممنهجة



بقلم عبدالعزيز حمزة



من المؤسف أن نرى الأحداث تتلاحق مع بعضها البعض خلال الأعوام الأخيرة، وكأنها خطط ممنهجة رسمت من قبل التيار الديني، الذي بات يفرض علينا الوصاية بخيزرانته وتغطرسه، متناسيا دور الآخرين، وحقوقهم في تربية أبنائهم بالطريقة التي يرونها مناسبة لهم.
إن أقرب مثال على ذلك أحداث الجامعة التي باتت مخزية جداً، فتوزيع المنشور في الحرم الجامعي يشعر الآخرين بالألم والحزن، فطريقتهم اليوم باتت مكشوفه وخططهم مفضوحة، ولن نسكت عنها إطلاقاً، فهم يخططون لقمعنا وأسر عقولنا والحجر عليها، لكن أقولها لكم بالفم المليان: هنالك رجال يقضون الليالي من أجل حريتنا ورفعة شأننا، ووفق منظورنا المدني الصحيح، الذي لا يتعارض مع دستورنا العادل، فما ليس لك لا تأخذه، واجعل وصايتك على نفسك فقط، ونحن بغنى عنها ولا نريدها.


آخر المطاف

أحب أن أشكر قائمة الوسط الديمقراطي على شنها حملة (حدك) ضد قضية الحجاب والوصاية التي افتعلها الاتحاد الوطني (جامعة الكويت) وهذا الأمر ليس بالغريب على قائمة ذات تيار وطني ديمقراطي صحيح داخل أسوار الحرم الجامعي.

الطليعه
الاربعاء
12/1/2011م

ليست هناك تعليقات: